07:11 م الخميس 04 أبريل 2019
كتب – محمد الصباغ:
بدأت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تحركاتها نحو مدينة طرابلس، وسيطرت بالكامل على مدينة غريان التي تبعد نحو 100 كيلو متر فقط جنوبي العاصمة.
ويأتي ذلك في ظل وجود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في طرابلس، وعقده للقاءات مع رئيس حكومة الوفاق المعترف بها دوليًا فائز السراج.
هذه التطورات هي الأخطر منذ الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي عام 2011، ومنذ ذلك الوقت تنتشر المجموعات المسلحة في ليبيا، ويسيطر الجيش الوطني على المنطقة الشرقية ومركزها مدينة بني غازي، في حين تسيطر حكومة الوفاق على طرابلس العاصمة في الغرب.
وفي الأيام الأخيرة استطاع حفتر بسط سيطرته على مناطق محورية في الجنوب، وصوّب أعينه نحو العاصمة طرابلس بهدف تحريرها من المجموعات المسلحة، على حد وصفه. وتعتبر المدينة هي المعركة الأخيرة له للسيطرة على كامل البلاد تقريبًا.
وفي تسجيل صوتي للمشير خليفة حفتر، أعلن إطلاق عملية "تحرير" طرابلس، وقال: "دقت الساعة وآن الأون لدخول العاصمة فاليوم موعدنا مع القدر ليستجيب، اليوم يرتفع صوتنا."
وتابع: "ضيوفنا الأجانب وأهلنا وأعراضنا كلها أمانه في أعناق الجيش"، مضيفا "اليوم نستكمل مسيرتنا مسيرة الكفاح والنضال وسنحرص على أمن المواطنين وممتلكاتهم".
وفي رد فعل فوري على خطوة حفتر، قال الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة من طرابلس، إنه لا يمكن أن يكون الحل في ليبيا عسكريًا.
وطالب جوتيريش جميع الأطراف بإنهاء التصعيد العسكري في البلاد، مضيفًا: "نعمل على وقف التصعيد لكل أشكاله من أجل المضي قدما في الحل".
كما أدانت السفارة الأمريكية في ليبيا، ما وصفته بالتصعيد وكررت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة مطالبة بضبط النفس.
وحذر وفد الاتحاد الأوروبي ورؤساء البعثات الدبلوماسية الأوروبية من خطر "التصعيد واندلاع مواجهة لا يمكن السيطرة عليها".
وقالوا في بيان مشترك "نحض جميع الأطراف على نزع فتيل التوتر فورا".
من جانبها قررت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق رفع حالة الطوارئ إلى الدرجة القصوى، مؤكدة في بيان أنها "أصدرت تعليماتها لكافة الأجهزة والوحدات الأمنية بالتصدي بقوة وشدة لأي محاولات تهدد أمن العاصمة طرابلس واتخاذ كافة التدابير الأمنية اللازمة بالخصوص".
وقالت الوزارة إنها "تتابع التصعيد المسلح الخطير الذي يهدد أمن العاصمة طرابلس ويعرض سلامة المدنيين للخطر مؤكدة التزامها الكامل بأداء واجباتها الوطنية بالتصدي بقوة وحزم لأي محاولات بائسة لزعزعة الأمن والاستقرار".
وأضاف البيان أن "القوات المهاجمة للعاصمة طرابلس لا تعي حجم الخطيئة التي ترتكبها في حق الوطن والمواطن ولا يكون بعد ذلك من سبيل إلا مواجهة هذا الهجوم الغاشم دون أدنى تردد أو مواربة محملا "المسؤولية الكاملة للطرف المهاجم عن النتائج الوخيمة المترتبة على هذا الهجوم" بحسب نص البيان.
وفي وقت تتزايد فيه المخاوف من تطور المعارك بشكل واسع، أعلنت فصائل مسلحة من مدينة مصراتة غرب البلاد، موالية لحكومة الوفاق، استعدادها للتصدي لتقدم قوات الجيش الوطني الليبي.
ذكر البيان الصادر عن تلك المجموعات ونشرته فرانس برس: "هذه المدينة بعسكرييها وثوارها وقياداتها وأبنائها المخلصين يعلنون وعلى الفور استعدادهم لوقف هذا الزحف المشؤوم دفاعا عن الوطن الحبيب".
يأتي هذا التصعيد في ظل استعداد البلاد لحوار وطني برعاية الأمم المتحدة خلال الشهر الجاري بمدينة غدامس جنوبي غرب البلاد، ويهدف إلى التوصل لـ"خارطة طريق" وتحديد موعد الانتخابات الليبية التي تأجلت بسبب الأوضاع الأمنية وانتشار المجموعات المسلحة في البلاد.
ونقلت فرانس برس عن المحلل الليبي عماد بادي، أن تقدم قوات حفتر يمكن "أن يعزز موقعه في المفاوضات في حال انعقد مؤتمر غدامس".
لكن اللواء أحمد المسماري، المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، أكد في مؤتمر صحفي بعد إعلان حفتر بدء معركة طرابلس، أن "الحرب على الإرهاب لا تتعارض مع المسار السياسي."
وأوضح أن "هدف العملية العسكرية الحالية هو الوصول لطرابلس، وأنه لا تراجع عن ذلك".
فيما رأى الباحث بمعهد كلينجنديل في لاهاي جلال حرشاوي، بحسب فرانس برس، أن "خطر التدهور يتصاعد جراء المناورات الاستفزازية لجيش حفتر"، وقال "لن تكون السيطرة على طرابلس مهمة سهلة، لكن هذا الأمر يبقى احتمالا".
أما السفير الليبي السابق قرين صالح قرين، فقد أشاد بتحركات الجيش الوطني، وأكد في تدوينة الخميس عبر حسابه الرسمي بموقع فيسبوك أن "ساعة العمل قد حانت من أجل تحرير الوطن من المؤامرة الغربية والإرهابيون والدواعش والإخوان المسلمين".
وأضاف: "بعد الانتصار وتحرير الوطن في هذه المعركة تبقى كلمة الفصل بيد كل الليبيين".
https://www.masrawy.com/news/news_publicaffairs/details/2019/4/4/1544638/حفتر-يتقدم-نحو-طرابلس-قبل-أيام-من-حوار-غدامس-ماذا-يحدث-في-ليبيا-
2019-04-04 17:11:00Z
52781698136569
Bagikan Berita Ini
0 Response to "حفتر يتقدم نحو طرابلس قبل أيام من حوار "غدامس".. ماذا يحدث في ليبيا؟ - مصراوي"
Post a Comment