ضابط الكوماندوس السابق بنيامين نتنياهو رئيساً لوزراء إسرائيل للمرة الخامسة - BBC Arabic

إذا تولى بنيامين نتنياهو منصب رئيس الوزراء في إسرائيل للمرة الخامسة سيمثل ذلك إنجازاً لم يسبق إليه أحد في تاريخ إسرائيل، وهو السياسي الذي وصفه النقاد يوماً بأنه عديم الخبرة للغاية عندما انتخب بفارق ضئيل لأول مرة عام 1996.

ويخوض نتنياهو صراعاً من أجل البقاء في مواجهة سلسلة من تهم الفساد الموجهة ضده.

ولسنوات، كان نتنياهو يصور نفسه على أنه الشخص الذي يمكنه الحفاظ على أمن إسرائيل في "الجوار الصعب" في الشرق الأوسط، فاتخذ موقفا متشدداً تجاه الفلسطينيين، ووضع مخاوف إسرائيل الأمنية على رأس أي حوار يخص عملية السلام.

الانتخابات الإسرائيلية: نتنياهو يقترب من فترة خامسة تاريخية

دونالد ترامب يوقع قرارا يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان

اتهام زوجة بنيامين نتنياهو بـ"الاحتيال وإساءة استخدام المال العام"

دور شقيقه بصعود نجمه

ولد بنيامين نتنياهو الملقب بـ "بيبي" في تل أبيب عام 1949.

انتقلت عائلته عام 1963 إلى الولايات المتحدة عندما عُرض على والده بن صهيون نتنياهو، المؤرخ والناشط الصهيوني، منصب أكاديمي وهو في سن الثامنة عشرة.

عاد بنيامين نتنياهو إلى إسرائيل، وقضى خمس سنوات مميزة في الجيش، خدم في وحدة نخبة برتبة رائد.

شارك في غارة على مطار بيروت عام 1968 و في حرب اكتوبر/تشرين الأول1973.

بعد انتهاء خدمته العسكرية، عاد نتنياهو إلى الولايات المتحدة ، و حصل على درجة البكالوريوس والماجستير في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

وفي عام 1976 ، قُتل شقيقه جوناثان أثناء قيادته غارة لإنقاذ رهائن الطائرة الاسرائيلية المخطوفة في مطار عينتيبه، أوغندا.

وكان لوفاته تأثيرعميق على عائلة نتنياهو، وأصبح اسمه "أسطورة" في إسرائيل، ثم أنشأ نتنياهو معهداً لمكافحة الإرهاب يحمل اسم شقيقه.

وفي عام 1982 أصبح نتنياهو نائباً لرئيس بعثة إسرائيل في الولايات المتحدة. وبين عشية وضحاها، اشتهر نتنياهو الذي كان يتحدث الإنجليزية بلهجة أمريكية متقنة، وأصبح وجهاً مألوفاً على التلفزيون الأمريكي وناشطاً فعالاً من أجل إسرائيل.

فتم تعيين نتنياهو ممثلاً لإسرائيل في الأمم المتحدة في نيويورك عام 1984.

تقسيم الأراضي الفلسطينية

انخرط نتنياهو في سياسة إسرائيل الداخلية عندما عاد إليها عام 1988، وفاز بمقعد في الكنيست (البرلمان) وأصبح نائب وزير الخارجية.

وفي الجبهة السياسية، تقرب من قادة حزب الليكود السابقين، وبعد أن خسر الليكود الانتخابات العامة عام 1992 ، أصبح نتنياهو رئيساً للحزب.

وفي عام 1996 ، أصبح أول رئيس وزراء يُنتخب في انتخابات مبكرة إثر اغتيال رئيس الحكومة السابق إسحق رابين، ليصبح نتنياهو أصغر وأول رئيس وزراء ولد في اسرائيل بعد قيامها عام 1948.

كانت فترة ولايته الأولى قصيرة ومثيرة، إذ عانى ائتلافه من انقسامات داخلية.

وعلى الرغم من معارضته الشديدة لاتفاق أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أن نتنياهو وقّع على صفقة في عام 1997 سلّم فيها 80 في المئة من مدينة الخليل للسلطة الفلسطينية، كما وقّع عام 1998، على مذكرة واي ريفر التي رسمت عمليات الانسحاب الإضافية من الضفة الغربية.

لكنه فقد منصبه في عام 1999 بعد أن دعا إلى انتخابات مبكرة عن الموعد المفترض بـ 17 شهراً.

وهُزم أمام زعيم حزب العمال إيهود باراك، الذي وعد بمواصلة العمل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام دائم والانسحاب من جنوب لبنان.

إحياء سياسي

استقال نتنياهو كعضو في الكنيست ورئيس لحزب الليكود بعد خسارته الانتخابات، فخلفه آرييل شارون زعيماً لليكود.

وبعد انتخاب شارون رئيساً للوزراء في عام 2001 ، عاد نتنياهو إلى الحكومة كوزير للخارجية ثم وزيراً للمالية.

و في عام 2005 ، استقال من منصبه احتجاجاً على الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.

وانتهز الفرصة مرة أخرى عام 2005 ، عندما انفصل شارون عن الليكود وأسس حزب كاديما (الوسط الجديد)، قبل أن يصاب بسكتة دماغية تركته في غيبوبة.

جدول بأهم الأحداث التي عاصرها نتنياهو:

1949، وُلد في تل أبيب
1967-1973، شغل رتبة رائد في الوحدات الخاصة (المغاوير).
1984 ، أصبح سفيرا لدى الأمم المتحدة.
1988، دخل الكنيست والحكومة.
1996، أصبح رئيساً للوزراء.
1999، خسر الانتخابات.
2002-2003، شغل منصب وزير الخارجية.
2003-2005، شغل منصب وزير المالية ثم استقال احتجاجاً على الانسحاب الإسرائيلي من غزة.
ديسمبر/كانون الأول 2005، فاز بقيادة حزب الليكود.
2009، إعادة انتخابه رئيساً للوزراء.
2013، ولاية جديدة في منصب رئاسة الوزراء.
2015، فوزه بولاية رابعة في منصب رئاسة الوزراء.
2019، موجة من تهم الفساد التي وُجهت إليه وعائلته.
أبريل/نيسان 2019، فوزه بولاية خامسة في منصب رئاسة الوزراء.

قبل نتنياهو علنا مفهوم الدولة الفلسطينية المنزوعة السلاح ، لكنه أصر على أن يقبل الفلسطينيون إسرائيل كدولة يهودية ويقدموا التنازلات بدورهم.

وفي عام 2015 ، نأى بنفسه عن قبول احتمال قيام دولة فلسطينية ورفضها على اعتبار أن الأمر ذو صلة بظهور الإسلام المتشدد في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

الصراع في غزة

في أواخر عام 2012 ، دعا نتنياهو إلى انتخابات مبكرة، وبعد أسابيع من حل الكنيست ، أمر بشن هجوم كبير على غزة بعد تصاعد إطلاق الصواريخ على إسرائيل من هناك.

و ألغى العملية دون إرسال قوات برية رغم المخاطر التي كان من الممكن أن تترتب على ذلك ، ووصف العملية التي استمرت ثمانية أيام في إسرائيل بأنها ناجحة.

لكن سرعان ما تجددت الاشتباكات عبر الحدود مرة أخرى ، وبعد تصاعد الهجمات الصاروخية في يوليو/تموز 2014 ، قرر نتنياهو شن هجوم آخر على غزة من أجل إعادة الهدوء طويل الأمد لإسرائيل.

وخلفت الحرب التي استمرت 50 يوماً أكثر من 2100 قتيل فلسطيني ، كان معظمهم من المدنيين بحسب مسؤولي الأمم المتحدة والمسؤولين الفلسطينيين. أما على الجانب الإسرائيلي ، فقد قُتل 67 جنديا وستة مدنيين.

وعلى الرغم من أن إسرائيل حظيت بدعم حليفتها الولايات المتحدة، إلا أن العلاقات بين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كانت صعبة وفي أدنى مستوياتها.

وخاطب نتنياهو الكونغرس الأمريكي في مارس/آذار 2015 ، محذرا من "الصفقة السيئة" مع إيران بشأن برنامجها النووي.

لكن إدارة أوباما عبرت عن امتعاضها واعتبرته تدخلاً صارخاً.

شروط ودية مع ترامب

اتخذ نتنياهو موقفاً متشدداً تجاه إيران ، محذراً مراراً وتكراراً مما وصفه بالخطر الذي قد يهدد المجتمع الدولي بتركها تعمل على تطوير الأسلحة النووية، ودعا إلى تشديد العقوبات ضد ايران التي يعتبرها التهديد الأول لإسرائيل، كما أشار إلى استعداده لاستخدام القوة لوقف البرنامج النووي الإيراني إذا فشلت كل المحاولات الأخرى.

ثم ظهر ترامب على الساحة كأقوى حليف لإسرائيل بعد أن أصبح رئيساً واعترف في غضون عام واحد بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأثارت هذه الخطوة غضباً في جميع أنحاء العالم العربي، الذي يطالب بدعم الفلسطينيين باستعادة القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 . ولم تقف إدارة ترامب عند هذا، بل اعترفت بمرتفعات الجولان السوري المحتل في عام 1967 كجزء من إسرائيل.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن هذه الخطوة كانت لأسباب استراتيجية تم استيعابها على نطاق واسع كجزء من الجهود الرامية إلى احتواء إيران، لكن مراقبون رأوا أنها خطوة تهدف إلى تعزيز مكانة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل الانتخابات.

اتهامات

وصل التحقيق في ثلاث قضايا فساد ضد نتنياهو إلى ذروته في فبراير/شباط 2019 ، أي قبل ستة أسابيع من الانتخابات العامة ، ومن تلك التهم كانت الرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة.

هناك قضيتان تتعلقان بمزاعم سعيه إلى دفع المؤسسات الإعلامية إلى تقديم تغطية إعلامية إيجابية له مقابل تقديم خدمات لها. وتتركز إحداها على مزاعم تلقيه هدايا من قطب في هوليوود مقابل خدمات سياسية.

لكن نتنياهو نفى أن يكون قد ارتكب أي مخالفات واعتبرها مزاعم مدبرة من معارضيه لملاحقته.

وبنجاحه في الانتخابات الأخيرة، سيكون أول رئيس وزراء مقيم في إسرائيل يواجه مثل هذه الاتهامات الجنائية إذا ما سار المدعي العام قدماً في قراره.

Let's block ads! (Why?)